هدنة في سوريا: توقعات بوقف إطلاق النار خلال ساعات
ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا هذه الهدنة مهمة؟
تشهد سوريا تطورات متسارعة على الساحة السياسية والعسكرية، حيث تتوقع مصادر دبلوماسية وقف إطلاق نار شامل خلال الساعات القادمة. يأتي ذلك بعد مفاوضات مكثفة بين الأطراف الدولية والإقليمية، في محاولة لاحتواء التصعيد الأخير الذي هدد باستعادة العنف الدامي الذي استمر لأكثر من عقد.
السؤال الأهم هنا: كيف ستؤثر هذه الهدنة على المدنيين الذين عانوا من ويلات الحرب؟ وما هي الضمانات لاستدامة هذا الاتفاق؟
الخلفية الدبلوماسية للاتفاق
الدور التركي والتفاعلات الإقليمية
لعبت تركيا دورًا محوريًا في الوساطة، حيث أكد وزير خارجيتها هاكان فيدان أن الاتفاق على وشك التحقق. هذا يأتي ضمن سياق تعقيدات العلاقات التركية مع كل من روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين للنظام السوري.
مثال عملي: نجحت آلية أستانا سابقًا في تحقيق هدنات مؤقتة، لكنها فشلت في تحقيق حل سياسي دائم. هل سيكون هذا الاتفاق مختلفًا؟
التحديات الأمنية والعسكرية
وضع الميليشيات وتصاعد العنف
تشكل الميليشيات المسلحة التابعة لأطراف متعددة عقبة رئيسية أمام أي اتفاق دائم. في الأسابيع الماضية، شهدت مناطق مثل إدلب وحلب تصاعدًا في الاشتباكات، مما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين.
واقعيًا: تحتاج أي هدنة إلى آليات رقابة قوية، كما حدث في اتفاقية خفض التصعيد عام 2017 التي فشلت لاحقًا بسبب انتهاكات متكررة.
الوضع الإنساني: معاناة مستمرة
رغم الوعود بوقف إطلاق النار، يعيش المدنيون السوريون في ظروف مأساوية. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن 60% من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي، بينما دمرت البنية التحتية الصحية بنسبة 70%.
حالة دراسية: مخيم الركبان على الحدود الأردنية يضم آلاف النازحين الذين يعتمدون كليًا على المساعدات الدولية التي تعاني من شح في التمويل.
ردود الفعل الدولية
موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
أعربت الولايات المتحدة عن تحفظها على الاتفاق، مشددة على ضرورة ربط أي هدنة بمسار سياسي واضح. بينما دعا الاتحاد الأوروبي إلى حماية المدنيين أولاً، معربًا عن شكوكه في نوايا النظام السوري.
في المقابل، رحبت روسيا بالجهود، مع التأكيد على أهمية احترام سيادة سوريا - وهو موقف يرى فيه مراقبون محاولة لحماية نفوذها في المنطقة.
المستقبل: هل ستكون هذه نهاية الحرب؟
يبقى السؤال الأصعب: هل تمثل هذه الهدنة بداية النهاية لأطول أزمة في القرن الحادي والعشرين؟ الخبراء يشيرون إلى أن الحل الدائم يحتاج إلى:
- مسار سياسي شامل بضمانات دولية
- نزع سلاح الميليشيات
- إعادة إعمار بتمويل كاف
- ضمانات لحقوق الأقليات
التجربة السابقة تظهر أن الهدنات المؤقتة قد تخفف المعاناة، لكنها نادرًا ما تحقق سلامًا دائمًا بدون إرادة سياسية حقيقية.