إسلام آباد — 9 يوليو 2025 | أخبار GainEstates
في خطوة مهمة نحو تعميق العلاقات الثنائية، وصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الدفاع الوطني يشار غولر إلى إسلام آباد في زيارة رفيعة المستوى تهدف إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي في المجال الدفاعي، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي بين تركيا وباكستان.
وقد التقى الوفد التركي برئاسة الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ونائب رئيس الوزراء إسحاق دار، ورئيس أركان الجيش الباكستاني المشير سيد عاصم منير.
وتركزت الاجتماعات على تعزيز الأطر الأمنية ومراجعة التقدم المُحرز منذ انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى (HLSCC)في وقت سابق من هذا العام في إسلام آباد.
الأمن والدفاع في صميم الحوار الاستراتيجي
جدّدت الدولتان تأكيد التزامهما بالمبادرات الدفاعية المشتركة، مشيرتين إلى المصالح الأمنية المتبادلة في ظل بيئة جيوسياسية تزداد تعقيدًا.
وشملت المواضيع التي تم مناقشتها ما يلي:
- تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب
- برامج التدريب والإنتاج الدفاعي المشترك
- التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات الناجمة عن عدم الاستقرار في أفغانستان
تُعد تركيا بالفعل ثاني أكبر مورّد أسلحة لباكستان، حيث بلغت صادراتها الدفاعية 21 مليون دولار في عام 2023.
وتشمل الشراكات الجارية الإنتاج المشترك لسفن حربية من طراز MILGEM، والتي ساهمت بشكل كبير في تعزيز قدرات باكستان في بناء السفن وتطوير صناعاتها الدفاعية المحلية.
شراكة صناعية دفاعية مدفوعة بالتكنولوجيا
ركّزت الزيارة بشكل خاص على تعزيز تبادل التكنولوجيا والبحث والتطوير المشترك (R&D). وتبحث الدولتان توسيع التعاون في المجالات التالية:
- تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، بما في ذلك احتمالية بيع طائرات Bayraktar TB2
- برنامج TF-X للمقاتلة من الجيل الجديد، مع إمكانية مشاركة مهندسين باكستانيين
- دمج الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي في أنظمة الدفاع
تشير هذه المبادرات إلى عوائد اقتصادية طويلة الأمد، لا سيما في مجالات تصنيع الطيران، وتطوير المهارات، وتصدير التكنولوجيا العسكرية من كلا البلدين.
تناغم اقتصادي وتجاري متكامل
تتجاوز الشراكة الاستراتيجية بين أنقرة وإسلام آباد المجال الدفاعي، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية أكثر من 1.3 مليار دولار في عام 2024، ويستهدف الجانبان قطاعات رئيسية مثل:
- الطاقة والمعادن الحرجة
- بناء السفن والخدمات اللوجستية
- التكنولوجيا السيبرانية والمدن الصناعية
قال دبلوماسي رفيع مطّلع على جدول أعمال الوفد:
"هذه الزيارة تتجاوز مجرد الدبلوماسية—إنها تتعلق ببناء أطر تعاون طويلة الأمد ومتكاملة في مجالات الدفاع والاقتصاد والابتكار."
تتجاوز الاستثمارات التركية في باكستان حاجز 2 مليار دولار، حيث نفذت شركات المقاولات التركية 72 مشروعًا رئيسيًا بقيمة تفوق 3.5 مليار دولار.
ولا تزال مناقشات إنشاء مناطق اقتصادية خاصة (SEZs) للشركات التركية في باكستان جارية بشكل نشط.
رؤية مشتركة من أجل الاستقرار الإقليمي
تتوافق تركيا وباكستان باستمرار في مواقفهما تجاه القضايا الجيوسياسية الرئيسية التي تؤثر على العالم الإسلامي. حيث يُجمع البلدان على:
- دعم جهود السلام والمساعدات الإنسانية في غزة وفلسطين
- الحفاظ على موقف موحّد بشأن قضية كشمير
- إدانة الاعتداءات عبر الحدود، ولا سيما خلال التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان
يعزز هذا الموقف الدبلوماسي المشترك محور أنقرة–إسلام آباد كصوت إقليمي يدعو إلى الاعتدال والسلام والأمن، مما يُهيئ ظروفًا مستقرة للاستثمار الأجنبي وتطوير البنية التحتية.
نظرة مستقبلية: مبادرات استراتيجية مشتركة
مهدت الاجتماعات الأخيرة الطريق لعدة محطات مهمة قادمة، من بينها:
- التحضير لانعقاد قمة مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى (HLSCC) لعام 2026 في تركيا
- توسيع نطاق المشاريع الدفاعية المشتركة
- إنشاء مركز ابتكار دفاعي ثنائي يجمع الموارد والخبرات في مجال البحث والتطوير (R&D)
ومع قيام الحكومتين بتأطير هذه الشراكة ضمن آلية مجلس HLSCC، فإن الهدف واضح:
ترسيخ مكانة تركيا وباكستان كشريكين في النمو المشترك في عالم تتغير فيه التحالفات وتتزايد فيه التحديات العالمية.
لماذا يهم هذا الخبر قرّاء GainEstates؟
تعكس هذه الزيارة الاستراتيجية:
- تحالفًا ناضجًا يجمع بين التعاون الدفاعي والفرص الاقتصادية
- تعزيزًا لمناطق التطوير العقاري والصناعي بدعم من الاستثمارات التركية
- التزامًا واضحًا بتحقيق الأمن الإقليمي، مما يعزز ثقة المستثمرين على المدى الطويل
ومع اتساع نطاق المشاريع الثنائية — من التكنولوجيا العسكرية إلى ممرات الطاقة — تضع تركيا وباكستان نفسيهما كقوتين صاعدتين في الصناعات الاستراتيجية واللوجستيات الدفاعية، مما ينعكس إيجابًا على العقارات، والبنية التحتية، والتجارة عبر الحدود.