انطلقت قطاران货يان من الصين إلى تركيا كجزء من أول شحنة سكة حديدية مباشرة ضمن خدمة منتظمة جديدة عبر الممر الأوسط، وفق ما أكدته وزارة النقل والبنية التحتية التركية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
القطارات، التي تحمل كل منها 2,000 طن من البضائع، غادرت مدينتي تشونغتشينغ وتشينغدو في 9 يوليو، بعد أن قطعت بالفعل 3,500 كيلومتر داخل الصين ودخلت كازاخستان، قبل أن تواصل مسارها عبر آسيا الوسطى وبحر قزوين وصولًا إلى تركيا ومنها إلى وجهات أوروبية.
وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورالوغلو وصف افتتاح الخط بـ "العصر الجديد" في لوجستيات الشرق والغرب، مشيرًا إلى أن هذه القطارات هي "التجسيد الفعلي لرؤية تركيا حول الممر الأوسط".
دور تركيا كمركز لوجستي عالمي
يعد هذا المسار الحديدي الجديد جزءًا من الجهود المستمرة لتركيا لتكون جسرًا جيوستراتيجيًا بين أوروبا وآسيا. وقد تم توقيع الاتفاقية الخاصة بهذه الخدمة بين السكك الحديدية الحكومية الصينية وشركة باسيفيك أوراسيا التركية خلال منتدى الممرات العالمية للنقلالذي عُقد في إسطنبول نهاية يونيو.
استثمرت تركيا ما يقرب من 300 مليار دولار في البنية التحتية للنقل والاتصالات خلال السنوات الـ 23 الماضية، مما ساعد على توسيع شبكتها الحديدية بمقدار 3,000 كيلومتر لتصل إلى حوالي 14,000 كيلومتر، من بينها أكثر من 2,200 كيلومتر من السكك عالية السرعة.
وأكد أورالوغلو أن هذا الخط سيشهد مرور 1,000 قطار货ي سنويًا، ما سيوفر تدفقًا لوجستيًا مستمرًا بين الصين وأوروبا، موضحًا أن دور تركيا كممر تجاري آمن وموثوق سيكون مضمونًا حتى في أوقات الأزمات الدولية، وأنها ستصبح مركزًا رئيسيًا لممرات تجارية بديلة.
ماذا يعني ذلك لمستثمري العقارات؟
يمتد تأثير هذا الاتصال货ي المباشر إلى ما هو أبعد من تعزيز مكانة تركيا كأحد أهم مراكز التجارة والنقل في العالم، إذ من المتوقع أن يجذب المزيد من الشركات الأجنبية والمستثمرين الدوليين.
عادةً ما يؤدي تصاعد حركة التجارة إلى زيادة الطلب على العقارات التجارية والصناعية، خصوصًا في المناطق اللوجستية والصناعية الرئيسية مثل إسطنبول، أنقرة، وكوجالي. ومن المتوقع أيضًا أن يرتفع الطلب على العقارات السكنية بالقرب من مراكز النقل الكبرى مع توسع الشركات وجذبها للكوادر الدولية.
كما أن تحسين الاتصال بين آسيا الوسطى، الصين، وأوروبا عبر تركيا يجعل البلاد أكثر جاذبية للاستثمارات العقارية طويلة الأجلوبرامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار. المستثمرون الباحثون عن الأمان وإمكانية الوصول إلى ممرات تجارية متناميةسيجدون في تركيا سوقًا أكثر جاذبية في المستقبل.
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن يتوسع مشروع الممر الأوسط بشكل أكبر ضمن إطار برنامج طريق التنمية، ما سيزيد التعاون بين تركيا، الصين، والدول الأوروبية والآسيوية الأخرى. ومع خطط لرفع عدد القطارات货ية إلى 1,000 قطار سنويًا، سيعزز هذا الممر من الثقل الاقتصادي لتركيا ويزيد من جاذبيتها الاستثمارية.
بالنسبة للمستثمرين الأجانب ووكلاء العقارات، يعد هذا التطور مؤشرًا جديدًا على أن الموقع الاستراتيجي لتركيا سيواصل دفع ارتفاع قيمة العقارات وزيادة فرص الاستثمار طويلة الأجل.